كانت ليلة من الليالي التي تود أن يخبرك أحدهم بلطف شديد، أنه يحبك، يفتقدك، يراك جميلًا، فتنتهي بكل ما فيها في لحظتها ويذهب عقلك في نوم عميق، تتمنى فيها أن ينتبه أحدهم لألمك كأن الكون وقف قليلًا لأجلك، فتصبح على خير .. كان الامر بكل تلك البساطة و بكل هذا التعقيد.
١٥ يناير ٢٣
وانا صغيرة كنت لما أروح حديقة عامة أو اي مكان عام استغرب اذا شفت شخص جالس لحاله، يشرب قهوته لحاله ياكل لحاله أو مايسويشيء بس جالس استغرب ليه كذا لحاله؟ هل ممكن أروح له وأجلس عنده؟ أحسه حزين وهو لحاله، تساؤلات طفلة موجودة بين عائلة وحولهاكل أحد ، الين كبرت وصرت أنا الشخص اللي كنت أتساءل عنه، عرفت ليه هو يجلس لحالع وليه ياكل لحاله ويشرب قهوته لحاله، صرت أروحالأماكن العامة عشان أحس بالحياة حتى لو كنت لحالي ، لو ساكته ومانطقت بكلمة ، إحساس وجود بشر حولك شعور مطمن مرة شعورمريح جدًا…
٢٣
https://www.instagram.com/p/B8DcBcODPCQ/?utm_source=ig_web_copy_link
تقوم بزرع جديقتك وتزين روحك بدلا من انتظار شخص ما ليحضر لك الزهور
أمومتي متقلّبة، تمامًا مثلي. أحيانًا تكونُ عاصفةً جدًا لدرجةِ أنها تخلعُ قلبي من مكانه كالشجرةِ المتهالكة.
أحيانًا أخرى، وخاصةً وقت التعب، تكونُ فاترة، رتيبة، تجرُّ نفسها جرًّا كي تحرّكَ قلبي ومفاصلي المنهكة.
وأحيانًا تكونُ غاضبة كالثورِ الهائج، تُطيحُ بكُلّ من يقتربُ من طرف فستانِ صغيرتي.
في أوقاتٍ أخرى، تكونُ حكيمة، هادئة، ومتزّنة كسيدةٍ خمسينية رأت من الحياةِ كل شيءٍ فلم تعُد تهابُها!
أحيانًا أكونُ الأم الخائفة، التي تكادُ تحبسُ صغارها في قفصها الصدري حتى لا يراهم العالم.
وأحيان أخرى أكونُ أمًا تنضحُ بالشجاعة، وتدفعُ صغيرتها نحوَ القمة العالية لتعلّمها الجرأةَ والإقدام.
الأمومة، هي كل هذه المشاعر المتضاربة، والتي قد تهجمُ كلّها على الأم دفعةً واحدة في نفس اليوم. وفي أحيان أخرى تكونُ العواصفُ أهدأ.
شيءٌ واحدٌ لا يتغيّر وسط كل هذه الأعاصير المتقلّبة. وهو رابطةُ الحب الأبدي، على طول الطريق، ووسط كل العواصف.
سأمسك كفك الأيمن اقبله ولا أخجل وأحضنه لأخبرهم بأن الحب أن تفعل , بأن الحب أن نقتل , ونصلب فوق بستان لنسقي الزهر من دمنا فزهر الحبلا يذبل